الاثنين، 31 يناير 2011

وهم وسحاب

وَهمٌ وَسَحاب


وتفاجئني كل يوم ، تنظرُ إليَّ من بعيٍد ، وبعيد . تهيمُ في كبد السماء، أحسَبُها تتجه صَوبي، سحابةٌ أحيانا" أرى فيها الوَقار، الهدوءُ ، والسكينة .
وتفاجئني كل يوم ، تتحدى بُعدَ الأفقِ السَّحيقِ ، وكأنها تُراودني على التحدي . من سَيَقدِمُ قَبلا" ، أنتَ أم أنا ، ثم لا تلبثُ أن تُدّمدِمُ ، وتُقسِم بل أنا.
أنا التي سَتَحتَويك
وّتُنَاجيكَ
وتَهيمُ فيكَ
من زمانٍِ وزَمانٍ
من قريبٍ وبعيد .

أنا الأفقُ الواسِع، أنا الخير العَميم ، أنا الرَّحمةُ، تُبعَثُ من خلالي أنارَحِمُ المطر ،
أنا السحابُ ، أنا الغمامُ .
وأنا النعيم .

وتفاجئني كل يوم ، في الصباحِ وعند الشروقِ ، تتحدى أمامي بزوغ الشمس ، تتحدى انتشار النور ، وكأنها تقول متجاهلة الزمان والمكان : من الأقوى؟، ثم لا تلبث أن تجُيبُ : أنا الأقوى . أنا الأجمل ، أنا السكون وأنا السكينةُ ، وأنا الشجن ، أنا دموعك ، أنا ذكراك ، أنا وجودك .وأنا الأفول .

سحابتي تحادثني من قريب ، ومن بعيد ، تقول لي لا ، لا تَثِق بسحابةٍ ،فالسحابة ليس لها صديق. هي تتجه حيث يريد الهواء ، حيث تناديها الرياح ، تزيد من تسارعها ، تبطىء ، تُقسِمُ على أن لا يكون لها ثبات .
ليس لها وعدٌ ، ولا عهدٌ ، ولا قلبٌ .ول حياة .
تقول أحبك ، بل وأحببتك من زمانٍٍ بعيد ،قرأتُك ، فَكُنتَ الأمل ، وأنت الوجود . ثم لا تلبث أن تهجرني ، وتعود ثانية في الصباح القريب.

تناشدني أن أعود إليها ، أو تعود ، بحق الوداد
بحق الحنين
بحق السُّهاد .
ثم لا لبث أن تقول :
إحضُنِّي من جديد
تَشبَّث بوهمي فأنا لك عهد
قرابين .
ليبقى الوفاء
ليبقى الصفا
وأناشيدَ
ومَزاميرَ
وَ وِهَادٍ ، ونُجُودٍ
أنا الزمنُ الأتي الذي صدّقت
أو الذي أحببت
أنا السرابُ
وأنا الوجود،
وأنا النُّسَيماتُ
وأنا الخلود
أنا هواك
أنا المُنى
أنا العَويلّ
وأنا النشيد
أنا الدموع السائلات عن الحبيب.
أنا عهود.
أنا سراب ، وَتَلاشٍ
أنا الحنين
أنا حنين
أنا الهروب
أنا الهروب
وأنا الشرقُ البعيد .

أحمد عاصم آقبيق
31/01/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق