السبت، 22 يناير 2011

واشتقت إليك

وَاشتَقتُ إلَيكِ


واشتقت إليك خلال غيابك عني أربعة أيام ، ما يعادل شوقي للأنثى و الإنسانة فيك خلال ثلاثة عقود من الزَمَنِ . بل يزيد .
ثلاثة عقود أو أكثر ، كنت فيها واقفا" أمام نافذة غرفتي الزجاجية ، في زمن طال عَشعَشَ فيه الصقيع بأطرافي ونفسي ،ومن خلف زجاج غرفتي الذي غشيه البرد والدفء فانقلب إلى لَوحٍ أكتب عليه لكِ ما شئتُ ، لأعود فاكتبُ مرة أخرى بعد أن يمحُ الضبابُ كلامي الأوَّل.
كنتُ أكتُبُ بأني وَ لِهٌ للقاءَكِ ، وكنتُ أرسُمُ أزاهير َ
مُلونةٍ ، تَنبِضُ بالحياة . جَمَالُها لا ينتهي لأنه استَرَقَ البهاء ،كلَّ البهاءَ، منك .بل ,و أخذَ عَبقَ جميع الورود لِيشجي النفسَ لتُسافِرَ في إغفاءة ِ حُلمٍ كنت البداية فيها ، لا زلت ، وأرجو أن تبقي كي تسمعي
نَشيدَ السلامِ عندَ رحيلي .

واشتقتُ إليكِ . وخلال أربعة أيامٍ كنتِ فيها بعيدةٍ عني ، إلا أنني لم أقف وراء نافِذتي لأن التعب هَدّ في تَحَمُّلي الانتظار ، فسئمتُ معايشَةَ القَلَق ، وكرهت التكهُّن ، متى تظهرين .
واليوم ، ومنذُ شروقِ الشمس ، وحتى المَغيب،وطيلةَ سُكونِ الليل، وحتى الشروِقِ من جديد ، كنتُ َأراكِ بخاطِري ، ابتداء" من الأنثى التي حَلِمتُ بها ، وصلّيتُ لأجلها ، وانتهاء بروح الإنسان التي تسكَنَها
اليوم ، ومنذُ أن ودَّعَت ِ الشمسَ الأفُقَ لِتُتِيحَ مجالا" لِهَدأَةَ الليلِ وإلى الهزيع الأخير فيهِ ، ولتعطيني الفرصة بأن أجعلك عالمي ، ومَورِدي ، ودُنَيَتي ، وكل شيءٍ في وجودي ، وفي بهاءكِ ، في الرَّوعَةِ التي كنتِ تظهّرينَ فيها .
اليوم ، كنتُ احلَمُ بأننا سنَلتقي ،كنتُ معكِ أسائِلُ القمرَ ونجمَ الزمان عن ذلك الوميضض الساطع الذي يبهِر النظر ، فأجمعا التساؤل وهل يوجد غيرها ليطفىْء نورَها ما عدا نورها .

واشتقتُ إليكِ . وإلى الدروب الترابية التي بدأتُ السيرَ فيها نحو الشرق البعيد ، والشرق القريب ، دروب ٌ كانت قطَرات المطر تداعبها برذاذها المتقطِّعِ ، لِتُطلِق رائحة الأرض ، رائحة التراب ، نبع العطاء ، ومورد النِّعَم ، وَرِمسٌ ، في نهاية العمر .
اليوم وددت أن أسجد لأقَبِّل التراب الذي تأخذني دروبهُ إليكِ ، لأَشتَمّ عَبيرَكِ، وَلأُقَبِّلَ كل شيىْءٍ يحمل بعضاً من عطرك .اليوم أجدُني أهِيمُ في دروبِ الأرضِ جميعَها ، أرفعُ ظُلامَةً لي . لا أريدُ غيرها .
فقط عودي .فلقد اشتَقتُ يا وردَتي إليكِ وقد قتلني الوجدُ ، وهَزمَتني ساعات الا نتظار .

عودي .فأ نا سأكتبُ لكِ في كلِّ ركنٍ قصيدةَ شَوق.
عودي لأني سأجعل من جميع ما تبقى لي من أيام ، حروفا" مُلوَّنة أوزِّعُها على جميع صفحات الحياة ، أقول فيها :بأني اشتقت لك ، وأني إن فعلت فلأنني أحبك .
عودي ،أنا سَأناشِدُ الهواء، أتوسل إلى الليلِ والنهار و سأناجي النجوم والأقمار . أن تنقِلَ إليك لحظَةَ حبٍّ واحدة مما أنا فيه . و تُسمِعكِ هَمسسَ وِدٍّ . كلمةَ عُودِي . تعالي إليَّ .
أنا لا أزالُ انتَظِرك .
أنا .
تَعَالي .


أحمد عاصم آقبيق
22/01/2011م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق