الأحد، 23 يناير 2011

ا وأنزلوا نعشي بهدوء

وأنزلوا نعشيَ بهدوء، واكشِفوا عن وجهي ، اتركوني لهنيهاتٍ انظر إليها ، لعلي أراها ، أو لعلها تبتسم لي البسمة الأخيرة قبل أن يُسلِموني لمرقدي الأخير . حيث صمتٌ مطبق، حيث الوداع الأخير .حيث لا أنيس ، لا أحد ، سوى الصمت سوى الاغتراب الطويل .
وأنزلوا نعشي ، أَرفِقوا بي ، فلقد كنت عزيزا" محب . كنت أكتب الأشعار ، أروي حكايات الشوق ، أرقُب الأنثى من بعيد . أكَرِّمُها ، أحنُوا عليها ، أضيءُ لها عمري شموعا" لترى الطريق . لا تقولوا لها كان ، فأنا لا زلت بها الشفيق الرفيق وإن تركت المكان والزمان فأنا بها لا زلت خليق .
قولوا لها بأني كنت أحبها ، اعشقها أذوب شوقا" إليها . وعاتبوها برفق . أفهموها بأنها هي التي قتلتني برفضي ، وأنا الذي ما أحب يوما" أن يذوق طعم الأفول .
ذكِّروها أني كنت أنام على صوتها ، أصحو على همساتها ، أغفو على ترانيمها ، أذوب شوقا" كالأطفال لسماع حكاياتها ، عنها ، عن الأزهار، عن كل شيء ، فقط لأنها هي التي تدندن بها .وأنها نضرة كنضارة عودها ، وأنها لم تزل خضراء مثل حقول وهمي وفرحي بها .

وأنزلوا نعشي بسكينة ووقار ، فاليوم أَزمِعُ على الرحيل،إلى حقولٍ أرجو أن تكون خضراء ، لم يمشي عليها ، كعودِ الحياة عند حبيبتي ، عود طري أخضر . بها زهور ، بها فرح ، بها شوق لها ، شوقي لزهورها ، لبسمتها ، لحبي لها . لتأريخ أقاصيص كنت أحب أن أشدوا بها لها .
قولوا لها : لقد ترك لك كل شيء ، لقد ترك لك عناوين جديدة أولها حب دفين أشعلَ فيه نار الحب والرغبة والاشتياق لأنوثتكٍ ، لبسمتكِ ، لأملٍ في العيش أمام أعتابكِ .
قولوا لها لقد ترك لك الكلمات وعندما تصدق الكلمات، وما صدقت الكلمات إلا عندما بدأ الكتابة لك ,حدك .
واليوم رحل . لم يترك من المال إلا القليل ، لكنه ترك لك حبا" يتّسِع لأقطار السماوات والأرض .
اليوم ترك لك كلمة أحب أن يقولها هو ، أحبك ولا زال يرددها من الأعماق
لقد احبك بصدق
ولا زال يرددها من هناك
أحبك

أحمد عاصم آقبيق
23/01/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق