الخميس، 20 يناير 2011

ولو اني

ولو أني كنتُ أعلم مدى اشتياقي إليك ، لتعمَّدت أن أشتاق إليك أكثر ، وأكثر . ولَرَسَمتُ لك صورة أستطيعُ أن أعشقها أكثر وأكثر ، لأطبع عليها في كل حينٍ قبلات حب ، ولأحكي لها في كل وقتي همساتُ شوق ، ولأَضُمَّها إلى فؤادي ، ففؤادي موئل أمان ، وفؤادي منزل صَون.
ولو أني كنتُ َأعلَمُ، بأن كل ما كتبتَه لكِ من أحرف وِدٍّ ، كان عليَّ أن أتنازل عليه كي أصنع منه طَوقَ محبة يتسع لتدوين كل أسماء من عشقوا ، ومن سيعشقون من بعد ، لفعلت راضياِ ، طا ئعا" مختارا" . لأني أحببتك حين كنت وهما" ، واستزدتُ من حبك حين أصبحت بدرا" ، تفوقين جمالا" وروعةً جميع ما خلق الله من أقمارٍ نناجي روعتها كل سكون ليل ، حين يَجن الشوق ،وتتصارع للظهور الرغبات .
ولو أني عرفتكِ من قبلُ ، وقد عرفتك الآن لاختزلت كل سنين عمري ، لأهدي لك كل ما فيها من حلاوِةٍ وجمال ، شبابٌ وعنفوان رجلٍ ، وشوقٍٍ وآه. لأنك غرست فيها شجيراتٍ مزهرة مختلفة الألوان ، تنادي فيك العِشقَ والوَلَهَ والوَجدَ والرَّغبَةَ والمحبة .

ويا من وددتُ لو أني أستطيع البوح باسمها ، أعلنُ اليوم انهزامي ، ثم انتصاري بوجودها ، يا من أردت ُ أن يراكِ جميع العاشقين وردة تُزَيِّن ما بقي من عمري ، يا من قلتِ لي أن الابتعاد ليس بالمسافات إنما في التفكير والقلوب ، وكم من بعيد قريب ،و قريب .
وأخاف أن أعلن اسمك ، لأني أخاف أن يسرقكِ مني غيري ، ولأني أخاف أن يبدد حبا" صَلَّيتُ لكي أجده ، ولقد وجدتهُ الآن فيك .
إنا ، وإن حال الزمان أن لا نكون لبعض ، نحنو على بعض ، ينام أحدنا ليحمي الآخر ، ليُدَندِنَ له لحن أمان ، لحن حب ليغفو على وقع أنغامه ، فأنا أناديكِ عبر جميع الأزمنةِ والأوقات : أن لا تصدّقي قصص الزمان ، فربما اصبح الزمان غيورا" إن علم بوَلهَي فيكِ، وشوقي إليك ، ورغباتي الجارفة التي تجعل من القرب منك طُقوسا" أشبهُ بطقوس العبادة في الخوالي التي لا يزورها إلا مُرِيد .

يا من أريد ولا أريد البوح باسمها ، وأنا إن أكتب إليها أفعل . دعيني أحبك ، على طريقتي ، دعيني أحتفل معك خيالا" بينما أمارس محبتي وحدي .
أحبك كي أعشقكِ كلما اشتقتُ إليك ، أو كلما لاح طيفك في خيالي ، زهرة" حتى ولو تقادَمت عليها الأيام ، تبقى حديقة" غَنَّاءَ في ناظري وقلبي وما تبقى لي من عمر ، ومروجا" في اخضرارٍ دائمٍ تُنبِتُ كل يوم ألف وردة وزهرة تحمل معنى من معانيك في عمري
وفي قلبي .
زهرة أَنظُمُ لها كل معانٍ جديدةٍ لمعنى الحنان ، وكل ألحان الفرح ، وكل أماني المودة ، وكل رغبةٍ تجتاح شوقي ، تؤرِّقُ عيوني ، وأنتِ محلها ومصدرها . لأنك أنتِ التي سكنتِ خاطري ، فتلاشيتُ بها وودتُ أن تزيد المسافات من ابتعادنا حتى اشتاق إليكِ أكثر ، فأمشي قاطعا" المسافات من أقصى الغرب لأقصى الشرق مهتديا" بعبقِ أنفاسكِ ، ومستهديا" بحروف رسائل َأحالتني إلى شباب وبسمة .
وأخيرا" دعيني قول أحبك .وأنت التي قلت ساكون معك .
دعيني أقول كم أنا مشتاقٌ ، يا واحة عمري ،إليكِ ، يا من قلبتِ سوداوية حياتي إلى أغنية متواترة الأصداء تنعم بوجودك في قلبي ونفسي .
و أحبك ، واعلمي أنك كنت وهمٌ و أصبحتِ الآن تصديقٌ وإيمان كما أردتك طائعا" ُمختارا" ، وكما أردتِ أن تكوني لنفسي وقربي حتى ينتهي عمري .

أحمد عاصم آقبيق
جدة 20/01/2011م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق