الأربعاء، 8 يونيو 2011

مصر والأميرة والحب الكبير

مصر والأميرة وحبٌ كبير

وفتحنا عيوننا لنرى الحياة من خلال رؤيتنا لمصر ، لنعيش في أجواء مجتمع عربي صميم ، مجتمع بسيط ومحافظ استطاع بفسحة صغيرة من التحرر أن يخلق توافقا" فريدا" بين القيم والمبادىء الراسخة وبين الحداثة والإبداع دون المساس بالخط الواضح لمسيرته .متحديا بذلك أل لآ ،التي كانت سائدة كقيمة اجتماعية وأخلاقية تتحكم في كل المسارات .
وفتحنا عيوننا على المجتمع المصري ، من خلال حكايات بسيطة حيّة ، رأيناها من خلال أفلام الأبيض والأسود ، وجسّدتها كوكبة من المبدعين رحلت منذ عشرات السنين أو اكثر عن عالمنا ، لكنها لم تزل باقية تزاحم بقاء إهرامات الجيزة وأبو هول . تثري أذهاننا وقلوبنا وعواطفنا بابتسامات شغوفة تود أن تبتسم أكثر لقصة إبداع هؤلاء .منهم عبد الوارث عسر ، محمود المليجي و زينات صدقي ، تحية كاريوكا ،و ثناء جمل ، وزكي رستم ، وسراج منير ، وفاتن حمامة ، واستيفان روستي ، عمر الشريف ، ورشدي أباظة ، واسماعيل ياسين ، وعبد المنعم ابراهيم ، وفؤاد المهندس ، وعبد المنعم مدبولي ، وكثير ممن لم يتسع المقام لذكرهم ، ممن فتحنا عيوننا لنعيش الحدث من خلالهم ، ولتخفق قلوبنا بأول نسائم الحب وقد شاركونا من قبل بقصص حبهم فأثروا فينا الشوق والهيام والوجد. وعلمونا معنى التضحية والإيثار وتفضيل الآخر . ومن منا لم تتحرك مشاعره أمام روعة الأداء للمبدعة السيدة فاتن حمامة وعمر الشريف وزكي رستم في خالدة القصص الرومانسية ، نهر الحب .

وفتحنا أعيننا على الثقافة في مصر رائدة الثقافة العربية ، فقرأنا لنجيب محفوظ ، وليوسف السباعي ، وقرأنا لعبد القادر المازني ، وقرأنا لأبو الرواية العربيةمحمد حسن الزيات ، وكذا لطه حسين والعقاد ، وغيرهم ممن أثرَت إبداعاتهم الفكر العربي الغافي بين الإغراق في التبعية الفكرية لعصر الركود ، وبين المتطلع بحذر شديد إلى الأدب الغربي ,.

ومن منا لم يعش الآه ، مرتين . آه وليالٍ ومواويل صدحت بها أصوات رجال ونساء ممن تميز أداؤهم في كافة أدوار الطرب كسيد درويش وزمنيرة المهدية ، وصالح عبد الحي ، ومحمد عبد المطلب ، ومحمد عبد الوهاب ، ومحمد فوزي ، وفريد الأطرش ، وعبد الحليم . والسيدة ام كلثوم من منا لم تُخالج شعوره لحظة حب ليتفاعل مع الأداء والكلمة واللحن . ومن منا لم يطرب لأداء جوهرة فريدة لم تزل كلمات أغانيها تصدح حتى اليوم ، السيدة ليلى مراد .

وفتحنا عيوننا لنرى عذاب مصر ، وصبر مرٌّ على الاستعمار البريطاني البغيض ، وعلى تحالف قوى الشر وعدوانها الثلاثي ، ومن منا لم يعش مرارة هزيمة السبعة والستين ، ومشاهد أبنائنا الأسرى المكبلين بأغلال الحديد ، وبِغلّ الحقد الصهيوني البغيض ، ومن منا من لم يعش ظلم القريب والتحكم بالأمور واستئثار السلطة وما نتج عنه من سلبيات .
ومن منا لم يفرح بالنصر العظيم الذي سطرته تضحيات جنودنا من أبناء مصر في عهد المرحوم الرئيس محمد أنور السادات ، وما نتج عنه من استرجاع العزة والكرامة العربية .وعبور القناة واسترجاع سيناء .

واليوم. نفتح عيوننا على مصر جديدة ، وقد قام الشباب بثورة بيضاء على الظلم والاستبداد واستغلال النفوذ ، مطالبين برفعة وشفافية توجه .

أما أنا ففتحت عيوني لأرى مصر الحبيبة ،في قلبي وخاطري ، وأذكر بأن سيدة مصرية ، رزقها الله بطفلة صغيرة ، ما لبثت أن أصبحت صبية ناضجة ، اسمها الأميرة ، تعلمتُ الكتابة من أجلها حتى أرسم لها رسائل عشق ، أولا" لأنها من مصر ، وثانيا" لأني أحببتها ، وأخيرا" لأنها الأميرة .

وستظلّين في خاطري .
أحمد عاصم آقبيق
جدة 08/06/2011مِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق