الأربعاء، 1 يونيو 2011

وعلى غفلة من الرمن

وتلتقي على حين غفلة من الزمان ، شفاه…

وأتابعك بأنفاسك المشتاقة ، بوشوشات هادئة هانئة تكاد أن يدانيها سمعَِكِ ، تقول له : أنا هنا ، وسأبقى هنا أنا مزروع، كجذع نخلة ، وإطلالة وردة ، وكقطرة ندى تسطر لك في كل صباح ، كلمة جديدة لا تخرج عن معاني الشوق والحب .

وأتابعك ، أحلم بأننا نسير معا" ، على ضفة بحيرة هادئة ، وصامتة، وعميقة .
هادئة كنسمات صيفٍ هنيّة ، تًحرِّك السكون في عالمك الصامت الحِييِّ . وعميقة كعمق وجد يحترق فيشعل جواره قلب يحترق ، لتترجمِ النيران ألما" يعاني منه كل مشتاق .وصامتة لأنها تحب أن يَهمِسُ في أذنها عاشق : أحبك ، لتَحمَرَّ منها الوجنتين ، وتكسوا جبينها حبات من لؤلؤ العرق تُعلِمُني بأنها تفهم .وتعشق ، وترغب .وتتوق لأن يقول لها رجل ، عندك أقف ، ومعك أبدأ رحلة الحياة .

وأتابعك ، وأنت تمسكين يدي بيدك ، ونحن سائرين على ضفاف بحيرة هادئة ، والخجل يأخذ منك كل مَأخَذ ، ومع أني أعي بأنك تودين لو يطول المسير ، وتحلمين أن أحدثك عن الحب ، وأن أنظم لك قصيد مطلعه يقول : أيبقى الحب في عينك ياطفلة .؟ وتنصتين إلى كلمات إطراء تشير ولو بخفاء إلى أن بوادر الأنثى أخذت تظهر جليا عليك ـ وهي تناشدك أن تحتفظي بأبجدية التمنّع والدلال ، في الوقت الذي تعيشين فيه رغبة الإمساك بأولِ الخيط الرفيع الذي لا تودين أن ينقطع مع من يناديك أن تشدي على يده بينما تتابعان المسير .

ونتابع المسير ، يدي بيدك ، ثم تقفي،و تتكئين على جذع شجرة صنوبر وتتنهدين ، وعيناي على صدرك ، استرق النظر لما أحب أن أعيش بينهما ، ثوب حرير وجسدا" من حرير .
وأتابع النظر إليك ، إلى شعرك الأسود الطويل ، أنت تبوحين بصمت ، وتصرخين بصمت أن ضُمَّني إلى صدرك ، واغمرني بحنانك ودفئك . وأخرجني من عالم الشوق الذي يسكن بي ، ويُفني وجودي ، ويُحيلني إلى أمنياتٍ ورغبات بينما يشدُّ كفَّك على يدي كلما دنت الشمس اكثر من المغيب
ونغيب كلينا لعلها لحظات سرقت من الزمن لن تعود

لكننا تذوقنا لذة أن نغيب
وليها تعود
وليتها تعود

ثم نتابع المسير

أحمد عاصم آقبيق
31/05/2011م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق