السبت، 10 مارس 2012

رحلوا لكنهم معنا

رحلوا ، لكنهم معنا

ليس من عادتي النكوص على عقبي ، ونسيان ما أقوله ، أو أكتبه . وليس لي أن أخرج عن ثوابتي التي ترى بأن الحشمة عند النساء القاسم المشترك الأعظم في كل ما يفعلنه في رحلة حياتهن ، إلا من بعض اللمم . فالاحتشام هو رأس الأمر كله ، وفيه خلاص هذا المجتمع الذي كثرت فيه التحديات التي تستهدف العقل أولا" ومتى استهدف العقل ، تبعه الاعتقاد والإيمان ، حتى نصل في النهاية إلى حالة من العبث ، كالتي وصلنا إليها اليوم تقريبا" ، إلا من رحم ربي .
كثير من الناس يؤدون أعمالا" نحسبها مفيدة لخدمة المجتمع ، وبعض منهم يزيدون على هذه الأعمال بعض من المَلَكَة الإبداعية والتفنن ، ليكون ناتج عملهم منافسا" لأسماء عالمية مشهورة . بذلك يكون أمر نسيانهم ، وما قدموه من فوائد أمر عسير ، وإن هذا لا يشمل الأعمال الحرفية المادية التي نستعملها في حياتنا ، يدوية كانت أم آليّة فقط ، بل يَطالُ أعمالا خلاقة تبعث في النفس ، درجاتٍ من الحبور والطمأنينة ونوعا"من التواجد في عالم أقرب إلى الحالِم ِ منه إلى الواقع الذي نحياه ونتأذى فيه . ومن هذه الأعمال التي برع العاملون فيها بتجسيد الخير والشر ، والنفع والضر ، والحقيقة والحلم .أعمال تركت في وجدان الأمة أثرا" لا يُمحى .بحيث رفعت بل زادت بشكل واضح لمستوى التفكير والإحساس بالمسؤولية في المجتمع .
أذكر مثالا" لهؤلاء ، و كثير منهم رحلوا ، لكنهم باقون في الوجدان عند من يذكرهم. ومنهم حسين رياض ، يوسف وهبة ، فؤاد المهندس ، استيفان روستي ، يحي شاهين ، ماري منيب ، عبد الوارث عسر ، عبد السلام النابلسي ، سراج منير وفاتن حمامة والقصبجي وزكريا أحمد ، ورياض السنباطي ، من مصر الخالدة ، وشوشو من لبنان ، وعبد اللطيف فتحي من سورية . وهذه كلمة وفاء .
واليوم ونحن نعيش في عالم بيعت فيه الفضيلة بأبخس الأثمان ، تظهر على السطح فقاعات تنسب إلى الأعمال الفنية ، تقدمها ثلّة من النساء اللاتي فقدن الحياء ، وماتت عندهن الفضيلة ، لا شك أن مصيرهذه الأعمال إلى زوال لأنها تحاكي المتعة الجسدية أولا" وأخيرا" . وهي لا تنتمي أصلا" إلى ثوابت مجتمعنا ، لأنها تسترخص الموضوع ، وتؤمن بأن التحرر من الحياء هو الوسيلة الوحيدة لغاية أرخص منها تكمن في الوصول إلى الشهرة والمال وبئس الهدف إذا كان على حساب التعرّي والتلوّي والعفّة والكرامة والشرف .أمام جميع الناس دون وازع أخلاقي بحجة أنه فن .
أهمس في أذن فنانة لبنانية مشهورة متزوجة ومقيمة في مصر أقول لها : اتق الله ، إن كنت تعرفين الله . فلقد ملأ الماء الكأس ، واتق يوما" ترجعين فيه إليه .

أحمد عاصم آقبيق
10/03/2012م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق