الاثنين، 12 مارس 2012

شكرا" لكم جميعا" إنكم أهلي

شكراً لكم جميعاً ، فأنتم أهلي

قالوا له : صِف لنا نفسك . أنا إنما أنا رجل يَقَعُ إذا طِرتُم . ويَطيرُ إذا وَقعتُم . ولو وافق طيراني طيرانكم ، سقطنا جميعا. ولا أعقِّب على ذلك فهو قول ربما يكون بالنسبة إليه أمرٌ مُصيبٌ ، كونه مؤسس لدولة دعائمها ملك عضود ، يرى مالا نرى ، ويسمع مالا نسمع ، والقول لأمير المؤمنين معاوية ابن أبي سفيان ، صحابي رسول الله ، وكاتب الوحي ، ومؤسس الدولة الأموية .
أما عني فأنا من العامة ، يريبني ما يُريبُ الناس ، ويُشقيني شقاؤهم ، وأفرح لفرحهم ، فأنا منهم أجوعُ إذا جاعوا ، واُطعَم إذا طَعِموا . نقعُ جميعاُ وننهض جميعا ، ونحلمُ جميعا" ونبكي عندما يكون هنالك لزوم للبكاء .
كشفُ حسابٍ ، راجعته ليل أمس الأحد ، بعد أن أردتُ تقديم نفسي لمن لا يعرف عني ، وكشف حسابٍ في يوم عيد ميلادي ،وجدت فيه بأنهم صدقوا حين قالوا في الأمثال : بأن الأرض الواطِئةَ ، تشربُ مائها ، وماء ما جاورها من الأراضي . وأفلحَ من قال : إذا ضربك أحدُ على خدِّك الأيمن ، فأدِر له خدَّك الأيسَر، ليس من ذلٍّ ولا مهانة ً، وليس استكانة أو وضاعة . لأنك إن فعلت فأنت المالك ، وإن كان من ضربك ملك ، وفرق كبير من يمتلك بحدود ، ومن يكون مالكاً لكل الحدود.
كشف حساب راجعته ليلة أمس ، قرأت ما كتبت عن نفسي ، حسبت أنها رسالة نعي وإعلان موت . ولربما تكون حقيقة رسالة نعي لنفس عاشت فترة سابقة ، ورسالة نعي لطريق ، ورسالة نعي لفكرة ، ولمَ لا تكون رسالة ميلاد لشخص جديد ( لما بقي لي من عمر ) هكذا قالت حرفيّاُ إحدى الأخوات الكريمات في ردها على موضوع عيد ميلادي ، في المنتدى .
إنني لم أتخصص في علوم النفس أو الاجتماع ، لكني من خلال مواريث كثيرة ، ثقافية واجتماعية وعلمية ومن خلال المشاهدة والرؤية والاعتبار وأخيرا" التجربة التي تصقل المرء ، وجدت بأن من يكون مع الناس ، هو ابن الناس، سعادة ً وشقاءً وفرحاً ، وأن من يميّز نفسه ليكون فوقهم ، فليس منهم . وهو لاشك من المُبعَدِين . فلنكن أمة واحدة نؤمن بالله وتدعوا إلى الخير المطلق ، لا يهم لمن سيذهب هذا الخير مادام في النهاية سيهبط على أرض هذا المجتمع ليؤتي أكلَهُ ، ويعم خيره على أجمع الناس ولنكن أمة واحدة متراصّة تدعوا إلى مكارم الأخلاق ، إن ما ينفع الناس يمكث في الأرض ، وأما الزبد فيذهبُ جفاء .

شكراً لمن شاركي بعد أن قرأ موضوعي بعنوان يوم ميلادي ، فتفاعل مع ألمي وفرحي وأملي ، فكتب يرجو الصحة والعافية والسعادة لي . وخص بالشكر من تواصل معي على هاتفي ، فكان كلامه نوعا" من الصدق العميق ، وشكرا" له من قلب رفيق . وشكرا للأخت الكريمة التي وإن كان حديثها مقتضبا" الآ أنها تجشّمَت عناء الاتصال ، شكرا" لهما من قلب أخ محب لكل من جعلني أشعر بأنني لا أزال أحيا ، ولا زلت قادرا"على العطاء ، لقد والله ببساطتها أدمعت العين ، وطيَّبتِ الخاطر ، وقسماً بالله لو أنني ملكت الأرض جميعها ، ما كنت سعيدا أكثر من سعادتي بسماع لهفة من حادثني من إخواني وأخواتي ، في هذا المنتدى العزيز .
وأخيرا" ، لن أذكر أياً من الأسماء الكريمة . لكني أقول لكم . أنتم أهلي . أنتم جميعا أهلي . وشكراً لكم ، أحبتي .

أحمد عاصم آقبيق
جدة 12/03/2012
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق