الأحد، 11 مارس 2012

جاردينيا ورحلة اول يوم في العيد

رحلة أول يوم العيد

في ساعة متأخرة من الليل ، رنّ منبه هاتفي الجوال ، فتوجّست شرا" ، وتبعه جرس الهاتف في منزلي ، فانقلب صمت الليل والناس نيام ، إلى جَلَبةٍ وصراخ وخصام .
هذا مصباح ابني الكبير، وهذه أخته ربيعة التوأمين ،وهذه سارة على عجل دلفت إلى غرفتي مع أمها ، وهذه صغيرتي فتون تسأل ما بكم وبصوت حنون . ووقفت زوجتي صائحة مؤنبة كعادة جميع النساء يلزمهن أن ينبّهن على حصافتهن وبعد نظرهن في الأزمات والويلات ، وعاجلتني ألم تتعظ من طول لسان زوج الحاجة رتية ، مختار . ذاق من الويلات ما ذاق بسبب طول لسانه الذي يشبه المنشار ، ألك جلّدٌ على سهر الليالي وإرهاق السئلة والاستفسار إلى أخر مقام التنبيه ولتعذير .ورت سماعة الهاتف وهي سبب البلاء والانذار . قلت من : وجائني صو أخي كبير مرفي المنتدى طال الله عمره ن وأحسن إليه وأبرَّه قائلا" : هاتفتني السيدة الخكيمة ، مديرة المنتدى ، وصاحبة الرأي فيه الحصيف ، قال لي : اتصل بأبو مريم ، وأوصه واكد عليه وجوب حضوره بعد صلاة العيد لإلى موقف سفريات الأحلام ، فالجميع منتظرون . فهدا سرّي ، وافتر ثغري عن ابتسامة رضا ، وأردفت قئلا" لزوجتي لإخا السيدة جاردينيا تدعوني إلى رحلة أل المنتدى في أول أيام العيد. نبتعد فيها قليلا" عن متاعب الربيع الذي يعم الأرض العربية ولكل بلد عيده ، ونبهتني إلى أن اصطحاب الزوجة والولاد ممنوع . وأن المكان المنشود موقف مكتب سفريات الأخلام ن بعد صلاة العيد بالتمام . وابشري يا أم مصباح سترتاحين طيلة يوم غد مني ومن متطلباتي .
ووصت أول الواصلين في حقيبتي زوادة مقننة ن اوصتني زوجتي بان لا أدعي بسط اليدين واطعم منها السادة الأعضاء ، وخاصة منهن النساء . ومن يكون هاذا سألته فأجاب :أنا باشا محمد بحش سائق الحافلة التي ستاخذكم في رحلة العيد .
ههي السيدة الفاضلة مؤسسة المنتدى ومديرته السيدة جردينيا وقد تخلّت قليلا عن بعض وقارها وارشاداتها وتنبيهاتها ، وهبي تتأبط ذراع زوجها سي السيد بعد أن نزلا من السيارة خاصتهما . قالت له من غير مقدمات حرص على العودة إلى المنزل من أقرب الطرق إليه ، وراقب حركات وسكنات الخادمة الأندونيسية ، ومرها بأن تحرص على إطعام فاطمة ، وأن تدخلها إلى الحمّام بانتظام ، وتغير لها ملابسها عند الضرورة الاختياج .ولا تنسى أن توقظ امجد في العاشرة إن عنده مشوار مع رفاقه ، وخذ عبد العزيز وعبد الرحمن وابو أيوب بعد أن تلبسهم الخادمة ثياب العيد معك إلى عند العمة الوالد . ولا تثقلوا في المآكل والمشارب . اما عن سعاد فستكون معي لتعينني على الحزم والعزم . ولم أسمع من المسكين لا كلمتين قبل أن يدلف عائدا: سمعت وأطعت .
وبعد دقيقتن تقريباط توقفت انامنا عربة فارهة ، وإذا بصدمة العمر تترجل ومها سلال مليئة بالأطايب من الفواكه والخضار والحلويات والمكسرات ، وقالت خذ عني يا بو مريم . ألا ترى بأن الحمل ثقيل ؟ويقترب مني ولدي وأخي الشامخ ليدفعني إلى الوراء قليلا ليتولى عني حمل ما احضرته ، ولسان حاله يقول اللهم اطعمنا من جميع هذا ولا تحرمنا منه يارب العالمين .
وبعد قيل أطلت علينا السيدة الغاليىة ميرا وفي يدها بعض زاد وفي عينيعا بعض دمع ولما سالناها قالت : لقد نزلت من سيارة الأجرة واغلقت الباب ، وإذا بالسائق يمشي مسرعا" ولم استطع أن انزل حاجتي ، ولإذا بام الجميع السيدة جاردينيا تقول : محل الضيق يتسع لألف صديق ، نزلت أهلا" وللت سهلا" حبيبتي ميرا ، لقمة هنية بتكفي مية . وصعدنا جميعا إلى الحافلة واغلق باشابخش الباب وقادها بتمهل إلى خارج موقف السيارات ، فانتبهت إلى أن المركز الثاني في المنتدى يتحسس شيئا" تحت الكرسي ، فتشهدت وسلمت امري إلى الله وقلت سبحان الله الحي الذي لايموت اخرتك يا بو مريم عمل ارهابي ، ثم رأيته يخرج من تحت الكري عودا" بدأ ياعب أوتاره ، ثم صدح يبصوته الأجش اغنية فيروز : طِلعِت يَا مَحلَى نُرها شمس الشموسة . وكأن بي سائقنا الهمام يردد من طربه بصوت اخي تكش تمام يا فندم ، أمن الله أمان .أكلنا ، وشربنا ، وتبادلنا الطرائف والحديث ، وفي أخر النهار دنا ، وقد امضينا يوما من أسعد أيام العمر . وتوتة توتة ، خلصت الحتّوته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق