الأحد، 18 مارس 2012

الأقلام مطية الفطن

الأقلام مطيّة الفطِن

هكذا قيل ، وما أكثرها من أقلام بدأت تطغى على سطح الواقع المُعايَش في هذا العصر الذي أضحت فيه الكتابة المتنفس الوحيد لمن لا يستطيع ان يقول ، أو يفعل . ومع أن فيها الغث والسمين ، والممتع والمنفّر ، والآسِر والشجيَ ، إلا أنها جميعها مرآة لما ترسمه يد كاتبها من أحداث متنوعة ، والبعض يحكي ولو كان الكلام قيلا" عن قيل ، والبعض ياتي ببرهان ساطعِ مُفحِم . وهي في مجموعها لوحة تُصوّر بأمانة حالة الكاتب الثقافية والاجتماعية والأخلاقية ولا ريب .
إننا إذا نظرنا اليوم إلى عدد كبير لا يحصى من المنتديات والمواقع الاجتماعية ، ومواقع التحادث نجد بأن لغة القلم هي اللغة السائدة ،وهي تعكس أحد أمرين ،إما التوجيه والإيحاء بفكرة محددة ، مرسومة الهدف قبل ظهورها ، وفي هذا خطر شديد يهدد سلامة التحكم بالرؤية التي تقود إلى القرار بالمتابعة لمن عنده فسحة من التفكير والتروّي ، أو بالسمع والطاعة والانبهار بطريقة العرض، والإيحاء ، لمن يفتقر إلى الحذر من عواقب التسرّع ، وهذا متوفر في شريحة كبيرة من الناشئة . مما يقود أحيانا إلى التورّط بنتائج غير محمودة النتائج .وهنا تظهر أهمية التبصير أولا" ، ثم النصح ثانيا" و بطريقة مستوحاة من اللين والموعظة الحسنة .
أعود للأقلام وما تحتويه من سَمَة الكاتب وبصمته إن كان متمرّسا" بالكتابة وله بعض مواضيع مقروءة فإما أن يكون عطاؤه ملتهبا" بأوار التحدي دون وجَل ، وإما أن يكون لينا" في إيصال المأمول له أن يصل .
إن الكلمات نتاج يجب أن يتوخى فيه الكاتب أولا تقوى الله والخوف منه ، لأن الكلمة تترك أثرا" بليغا" عند قارئها ، وما يلفظ المرء أو يكتب إلا لديه رقيب عتيد ، وشهود ينطقهم الله يوم القيامة .
فلنكن دعاة خير ، ولنتخذ من البِلاغة والحصافة مركبا" يقودنا ومن يقرئنا إلى بر السلامة والأمان .

أحمد عاصم آقبيق
18/03/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق