الخميس، 8 سبتمبر 2011

وبادرتني قائلة "

وبَادَرَتني قائلة ً ،


وقالت : أحببني
وقلتُ : بل ضمّني إلى صدركَ ، ولن أفعل ، لأني إن فعلت إنما سأطلب من جسدي أن يحتويكِ ،ولكنه وإن فعل فلسويعاتٍ من الزمن قليلة . فقولي : أَذِبني وخبّئني .
وقالت : إلى متى ؟
قلت : للأبد ، حيث هناك لا مدى ، لا مكانَ ولا زمان . وحيث لن يوجد أنثى غيرك .
فقالـت: وأين ؟
فقلتُ بصدري .
وهل سيعرفون ؟
قلت لآ
فقالت كيف ؟
قلتُ : إن في صدري حقولٌ من الزهور الملونة المتباعدة ، المترامية في شاسع المسافات ، البعض ُ منها لونه أحمر ، وبعضها ذا لون أصفر ، واجمعها أبيض .
قالت : وما لي أنا .
قلت: ومالك تتعجبين ؟ أنا أستطيع أن أفتح لك كل زهرة في حقولي القريبة ، واستطيع أن أضع في كل زهرة فيها كلمة من كلماتك التي قلتِها لي ، ومنها أنا ، ثم اسافر إلى حقول ابعد ، لأفعل كما فعلت في الأولى لأضع الكلمة الثانية مما قلتِ لي : أحبَّك . وبعد ذلك بأزمان عديدة ستأتي أسراب النحل ، وريثما تفعل تكون أمنياتك المغلّفة بكلمات الحب قد ذابت في البعيد البعيد لتتحوّل إلى قطرات عسل ، وبذلك أكون قد نجحت في أن أبقيكِ بعيدة عن انظار كل من يبحث عنك ، ليقول لك أحبك .
أما انا فلن يكون هنالك من يمنعني من اخاطبك بكل ما تحتويه لهفتي من معانٍ ورغبات ، وأمانٍ واحلام . لأنك كلماتي التي تَعلَّمت فقط من أبجديتك التي قلت من خلال ترتيب حروفها ، ذات يوم لي : أرجو أن تحتويني وارجو أن تجعلني نسمة ربيعية ، أو زمجرة لعاصفة شتائية .
فقلتُ :سأحتويك ، فأنا كنت قد ضممتُكِ فآل مآلك إلى ذرات جسدي بين حنايا صدري ، وقرب خفقات قلبي ، تتمتعين بسطوتك على جميع أفكاري ، فأنا لا بد لي ان أستعمل مفرداتك ذاتها ، وأحكي للعاشقين قصصك كلها ن واشعر بك تتنفسين معي ، وأعلم يقينا" أني بدونك لا شيء .
وقالت لي ذات مساء: ضُمّني إلى صدرِكَ . خبِّئني بين دروب حناياكَ فأنا أحبك .
وفي ذات يوم ، أصابني في يدي جرح صغير ، وأخذ بي العجب انني لم أرى قطرة دم ، بل كا نت قطرات عسل من ناتج الرحيق التي امتلئت به حقول الورود التي أخفيتُ كلمَتَيكِ ( أنا أحبُّكَ ) فيها .
وقالت لي ذات مساء : انا احبكَ .
قلت ُ : وانا .

أحمد عاصم آقبيق

هناك تعليق واحد:

  1. كلمات لاتشبه الكلمات التي قيلي والتي ستقال ....!!!!
    كلمات فيها سحر غريب ....
    دمت بخير وسلام

    ردحذف