الجمعة، 15 أكتوبر 2010

بنو إسرائيل / 1

بنو إسرائيل
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، محمد بن عبد الله وبعد .
تَمُرُّ الأمة العربية منذ وقت غير بقصير بمجموعة أزماتٍ سياسية وأخلاقية دأبت قوى الغرب على تصعيد سخونة مواضيعها ، لتكون حاجزا" أساسيا" لوقف عجلة التطورعند هذه الأمة ، إضافة إلى افتعال أمورا" جديدة لم تكن موجودة على أرض الواقع العربي ، بغية الحد من تمسك الأمة بمقومات قومية مشتركة كوحدة اللغة والتاريخ والعادات والتقاليد ، ويمكن أن أضيف إلى ذلك التناغم المصيري بين دول هذه المنظومة العربية، وأقصد به اتصال وامتداد الأرض العربية التي تمتد على جزء كبير من قارتي آسيا وأفريقية ، ليشكل هذا الموقع الفريد ، هاجسا" لأعداء هذه الأمة ، في أن يكون ذات يوم مجالٌ مُحَرَّم ومغلق دونها .
إننا إذا ابتعدنا قليلا" عن الجانب السياسي الذي لم تظهر فيه الأزمات والمشاكل عبثا" ، إنما كان من وراء إظهارها وبعثها مصلحة إقتصادية كبيرة للدول الغربية تتمثل في السيطرة إن لم نقل المطلقة ، المدروسة على عصب حياتها الاقتصادية ، نجد ظهورا" ساطعا" لا يمكننا التعامي أو التغافل عنه ، ويتمثل في استطاعة مهندسي السياسة والتخطيط لها ، دخول كل بيت عربي بغية تغليب اتجاه تغيير المفعوم الثقافي للفكر العربي ،للانتقال بالجيل وخاصة الجديد من ملازمة الحفاظ على الموروث الأخلاقي والديني ، إلى مفهوم جديد فهم من الحرية الانفلات من كل العادات والتقاليد . وبذا يجتمع لهم المجد من طرفيه ، أزمات سياسية مُنهكٌ استمرارها ، وافتعال حوادث جديدة تضيف إلى واقعنا المريض ، مجموعة من الأمراض الجديدة المفتعلة ، لينصرف اهتمام الأمة عن المشكلة الأصلية.
إن احتراف الدوائر الاستعمارية لتوظيف المواقف والآراء بجانب دعواها باستعمال كافة صنوف الضغط ووسائل الترهيب والترغيب، جعل مواقف وقناعات مجمل دول العالم تقف إلى جانب ( الآخر ) الذي يشكّلُ محورا" لموضوعنا . الا وهو ( اليهود ) .
إن الذي لا بد من التطرق إليه هو اتفاق الدول الاستعمارية على إحياء تاريخ هذا الأخر ، وتضامنها غلى أيجاد موطىْ قدم على أرضنا العربية ، من خلال سياسة دهاءٍ ومراوغة ، أقل مايقال فيها أنها تفتقر إلى المصداقية وتمهد لهذا الآخر،البدء بكتابة فصل من التاريخ الجديد له . ففي الوقت الذي كانت بريطانية آنذاك تفاوض الشريف حسين ، كانت مُتَّفِقةً قبل ذلك ومنتهيةً من إتمام اتفاقيتها مع فرنسا لاقتسام تركة الرجل المريض ( العثمانيون ) وفيها تتوزع المصالح لتأخذ بريطانيا العراق ، ومنطقة حيفا وما جاورها بأ رض فلسطين ، ثم تترك لفرنسا سورية ولبنان . وتلك هياتفاقية سليكس وزير خارجية بريطانيا ، وبيكو وزير خارجية فرنسا . وقد سمِّيَت باسميهما .
يتبع
أحمد عاصم آقبيق
15/10/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق