الأحد، 10 أكتوبر 2010

في العيون ، يافلسطين

في العيون ، يا فلسطين

ليسَ بعسيرٍ ولا صعب لأن نفتح نوافذ الأمل ، لنرحل مع حُلَلٍ من البهجة والحبور ، ونحن نمتِّع ناظِرَينا بأمكنةٍ كانت مَرتعا" لخيولِ عربيةٍ ، كان عليها رجال . رجال كانت عندهم قضية ، ورجال صدقوا الوعد والعهد .
رجال لم يستنصروا بمن والى العدو ، بل حملوا السلاح وأطلقوا أعنَّةَ الجياد ، ميمِّمين وجوههم وهاماتهم إلى عدوِ ظنّ أنه على النصر لقدير وحَسِب أنها نزهةٌ لترويض الخيول وإمتاع الرجال . وإذا بها رحلة وبالٍ وخراب .
لَعَمري . ها هو صلاح الدين .وهاهم جنود الصليب بَقَضّهم وقضيضهم، ولَعمري أصحاب رايةِ مجيدةٍ وهَدَف .أمام أصحاب نزوٍِةٍ وعَظَمةٍ فارغةٍ وتَرَف .
ها هو صلاح الدين وقد اخذ به الغضب مأخَذَه عندما وصله خبرُ أرناطَ ورغبته بغزو المدينة ومكة . ثم بلغ السيل الزبى عندما علم أن أَرناطَ قد هاجم الحجاج المسلمين ، فقتل وسلَب وقفِل عائدا" وهو يخاطب الحجيج ( قولوا لمحمّدِ كم أن يخلِّصَكُم ) . وكأني بصلاح الدين وقد أراد أن يُنهي مسرحيةَ السخريةَ تلك ، وإذا به يُغَيّر خططه لينقلب إلى طبريا وهو ينادي بمقولته الشهيرة : جاءونا ونحن أولي قوّة وبأسٍ شديد . ثم ما لبث أن بدأها صاعقة حارقةً ماحِقة ، وأتم نصره في حطين ليسجد لله باكيا" فَرِحا" . فلقد كان عدد من معه قليل ، إثنا عشر ألفا" من الرجال ، وكان معهم عدد كبير تجاوز الخمسة والستين ألف مُدَّعٍ وطامع .
وليس بعسيرٍ أن نفتح أبواب بيوتنا ، نُجلس الأطفال أمام أفنِيَتِها حتى يَروا الشمس والحقيقة ساطعة كالشمس ، فالتعلّم نور ، والجهل وإغفال العقل ظلامٌ وَدَيجُور . هانحن نُعلّمَهُم أننا كنا في فلسطين ، في زمن ليسَ ببعيد حين قامت ثورة إسلامية عربية كبيرة عام تسعمائة وألف وواحد وعشرين وانتشرت كانتشار النار بالهشيم على كامل شمال فلسطين . ثم ما لبث أن أعلنها ثورة عربية أخرى المجاهد الشيخ عز الدين القسام عام تسعمائة وألف وتسعة وعشرين .فكانت الثورتان رمز للعزة والإباء العربي . ثم فلنُعَرِّج على ثورة البراق في القدس .
لقد كانت أياما" حلوة .لها طعم السؤدد الممزوج بالغار والمجبول بدم الشهداء .
وما أجملها من روحٍ معنَويّةٍ صمّم حاملها أن يتابع القتال ولو ببذل دمه ، وكان .لقد صنع طائرة يدوية شراعيّة نزل بها في معسكر جيبور الصهيوني فقتل ستة من جنود مُدَجّجين بالسلاح الأمريكي . ولكن خائفين .
هي في العيون فلسطين
بين الجفون .
في نَظَرات المقاوِمين
حينَ بها يَهيمُون
ويقسمون
بالصواري المُثقَلات
بانتفا ضات الحنين
وبالعيون
ويا فلسطين :
إن العهد لن يَخُون .

أحمد عاصم آقبيق
جدة في 09/10/2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق