الخميس، 21 أكتوبر 2010

هل نحن مستعدون ؟

فهل نحن مستعدون
مشكلة الكثيرين منا انهم يقرؤون كتاب الله طمعا" في الثواب فقط . وإذا أردنا الحقيقة نجد أن اكثرهم يتصفَّحون الكتاب الكريم من غير أن يعقلوا ولو حرفا" واحدا" . لا أقول ذلك افتراء" وظلما" ، فما وصلنا إليه ، لا نُحسد عليه.
رويَ في الأثر أن الصحابة الكرام كانوت يقرؤون العشر آيات ، لا يزيدون عن ذلك حتى يستوعبوها" فهما" وأحكاما" وتطبيقا" ، لذا سادوا العالم ، ولم توجد عندهم فواجع ذهبت بالأخضر واليابس ، كفاجعة مدينة جدة التي كشفت عن انهيار مؤكد في البنية الأخلاقية ، لكثير ممن يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا" رسول الله مشكلتنا أن كثير منا قد جعلوا من القرآن أداة تطريب ، فهذا الشيخ الفلاني يقرأ هكذا ، وهذا الشيخ الفلاني يجوّد هكذا ، وحلاوة صوت الشيخ الفلاني آسرة ، ، دون أن يتجشموا عناء البحث والتقصي عما يعنيه النص ، أو بمن أنزل ، أو مالمخفي وراء نزوله ،حتى أنهم جعلوا رنّات هواتفهم النقالة ، من الآيات المحكمات ، أو من ادعية التهجد والقيام .
مشكلة كثيرين منا انهم يستهينون بالنظام الذي ما وضع إلا لحمايتهم ولراحتهم ، إذ نرى البعض بسير بسرعة جنونية في طريق ضيقة لا تكاد تستوعب الراجل من الناس ، ظنا" منه انه يثير اهتمام الناس ، ولم يكن يعلم أانه يستمطر استياءهم واشمئزازهم .
مشكلتنا ، أننا لا نحترم أنفسنا ، لا نعترف بدستور العُرف ، وما جرت عليه التقاليد ، التي ماوجدت إلا لاحترام كرامة الفرد ضمن حرية مقيدة بشكل مقبول . إذ نرى كثير من المخالفين يستهزؤون بكرامة القانون . وكيف لا وهم ابناء فلان ، أو اقرباء فلان ، أو أنهم فلان نفسه . ولعمري أن فلانا" هذا لا يرضى بما يأتونه من مخالفات واضحة وضوح الشمس .
مشكلة الكثيرين منا ، أنهم يدفعون الريال تلو الريال ، وهم يضيّعون أثمن ما رزقهم الله، المال والوقت ، في متابعة الاتصالات الممجودة بمحطات إذاعية تقول بان هواها خليجي ، فقط ليتكلموا إلى المذيعة ، وليقدموا إهداءاتهم من الأغاني ، هذا لحبيبته ، وهذا لرفاق العمل ، وتلك ، وتكُّر السبحة وهي تذكر الأسماء ، وشركة الاتصالات تحتسب الوقت والتكلفة .
حرام عليكم أيها السادة الهذا الحد ( ألهاكم التكاثر ) ؟ . ألم تسمعوا قول الله تعالى ( وجعلناكم شعوبا" وقبائل لتعارفوا ، إن اكرمكم عند الله اتقاكم ) .
ترى هل نعي أن الإكرام ليس بارتداء الأثواب المزركشة ، والبذخ في اختيار الغترة ، فهذا فيزاتشي ، وهذا جيفينشي ، وهذا ديور ، وهذا من دار فلان ودار فلان للتصميم ، وهذا وهذا ....
سادتي لنقف جميعا" انتصور الوقفة الرهيبة التي يقول تعالى فيها ( ولقد جئتمونا فرادى أول مرة ) .
انتبهوا
الانتباه برأيي هو المواجهة الحقيقية للموت . فهل أنتم مستعدون .
احمد عاصم آقبيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق